الجمعة، 15 أبريل 2011

الثعبان





ماعرفت قط المضغ ، تبلع الحيوان الحي ،
تعجزه وتشله بالسم ، أو هي تحطمه بالضم.
 الثعبان مخلوق خلق على أسلوب غريب بديع . لا يدين ولارجلين. وجسم طال، وانبرم ، ودق ، وينساب في الأرض كما ينساب الماء خفة . وتسمع على الأرض صوت النعال من رجال، ولا تسمع لخطو الثعبان صوتا والحق أنه في حركته أشد الخلائق صمتا. 
ملاسة الثعبان
انك لا تكاد تجد شيئا املس من ثعبان . وأصابع الناس دائما تمتد إلى الشيئ الأملس تستمتع بملاسته ، ولكن حاول أن تمس بأصبع رجل ظهر ثعبان اذن لحاولت صعبا. وأصعب من مس الرجل الثعبان الأملس مس المرأة !!
حضرت مرة لعبة كانت تدار الأشياء من وراء حجاب ويمسها الاعبون وهم لا ينظرون ، ثم يخمنون من  المس ماهو الشيئ الملموس وكان الدور دور امرأة ومست يدها سطحا أملس كان في الواقع جسم ثعبان لايؤذي وقالت انه شيئ ناعم لطيف الملمس. حتى اذا استدارت أصابعها حوله انتفضت انتفاضة لم تنتفض مثلها قط في حياتها.
معنى الكراهة اذن ليس في اللمس ولكن معناها في النفس ان اللمس وحده كان محمودا ولكن اللمس اقترن بالثعبان فأثار في النفس كل ماتكره النفس من ثعبان فانتفضت.
 الثعبان جبان وجبنه من جبن الإنسان
والناس تهرب من الثعابين ولكن الثعابين كذلك إلا في القليل ، تهرب هي الأخرى من الناس إلا إذا هي أحرجت فلم يبق من القتال مفر عندئذ هي تقبل التحدي وتدافع عن نفسها قاتلة أو مقتولة حكم الطبع الذي هو بها،وهو من طبع الإنسان.
أنواع الثعابين
وعدوا صنوف الثعابين فكانت نحو 2300نوع.
منها نحو 250شديد سمها.
وأكثر حوادث السم التي تصيب الإنسان سببها قلة عنايته غالبا ففي الهند مثلا قد روا أن اللذين يموتون من عضة ثعبان يبلغون 20000في العام وسبب هذه الكثرة أن الهنود أغلبهم يسير بغير نعل في الحقل والغاب.
واذا دخلت الثعابين بيوتهم طلبا لطعام من فئران رفض أصحاب البيوت بوزاع من دينهم أن يقتلوها.
على أن هذا العدد انخفض كثيرا بسبب استحداث الترياق الطبي الذي تعالج به هذه الحالات.
الثعبان يبتلع فريسته ابتلاعا
إن الثعابين لا تأكل العشب ولكن تأكل الحيوان، فهي تعيش على اللحم والعظم . ويختلف طعام الثعبان باختلاف نوعه واختلاف حجمه ومن طعام الثعابين الدود والحشر والضفدع والسحالي والطيور ، وصغار الحيوانات من ذوات الثدي كالفأر والأرنب . وقد يكون من غذاء الثعابين الثعابين.
والثعبان يقتل ضحيته بضمها ، بلف جسمه حولها ثم الضغط عليها حتى تتحطم أعضاؤها كما قدمنا أو هو يقتلها بالسم وهو يأكلها حية كما هي، فلا سم ولاضم حتى تموت في جوفه.
والثعبان لا يمزق ضحيته ولا يمضغها وانما هو يبتلعها ابتلاعا وهو يبتلع عادة شيئا أكبر مما يستطيعه فمه وأكبر كثيرا. ومن أجل هذا تحور صنع الفم عن الجاري ومن أسلوب صنع الأفمام حتى يأذن بهذه الضحية الكبيرة أن تمر . فالحلق مصنوع من أجزاء مرنة تتمطط. والفك الأسفل قطعتان لا قطعة واحدة، تتباعدان لتخليا الطريق ويلقف الثعبان من ضحيته أول ما يلقف رأسها. ثم هو ينتسب فيها أسنانه وفيها انحناء إلى الوراء. وهو يحرك جانب الأسنان الأيمن إلى أمام ثم ينشب في الضحية ليعود بها إلى الوراء بينما الجانب الأيسر قد أرخي ثم ينشب بجانب الأسنان الأيسر . وهلم جرا فتدخل الضحية في جوفه خطوة خطوة تميل إلى يمين ثم إلى يسار وهكذا دواليك فكأنما هو لباس لها.
وسوف تسأل : وكيف يتنفس الثعبان وقد امتلأ هكذا بالضحية حلقه فاعلم أن الطبيعة العاقلة المدبرة لم يفتها أن تتخذ لهذا عدته فهي قد صنعت قصبة الثعبان الهوائية بحيث يدفع بها الثعبان خارج فمه بين جزأي فكه الأسفل وهناك في الهواء تظل تعالج التنفس مهما امتد أمد البلع و طال .
وتدخل الضحية في جوف الثعبان فيتسع لها جوفه المرن اتساعا عظيما فليس في جسمه عظام تتحلق فتمنع الجسم أن يتسع.
والناس تذكر مايستطيع الثعبان ابتلاعه فتبالغ كثيرا والحق أن أكثر مايستطيع أكبر ثعبان أن يبتلعه لا يتعدى حجم خنزير صغير فهو لا يبتلع الإنسان ولا الماشية ولا الحصان إلا في الأقاصيص.
هضم الثعبان
وللثعبان عصارة هاضمة لها قوة غريبة فهي تكاد تهضم كل شيئ تهضم قشر البيض وعظم الجدي وسن الارنب حتى الصوف.
جاع ثعبان من البيثون ، وهو عظيم ، فأطعموه في حديقة الحيوانات فأرا فأثار شهيته فلم يجد أمامه إلا ملاءة من صوف فابتعلها ابتلاعا وقبع هادئءا يهضم.
مشي الثعبان
والثعبان افتقد الأرجل التي يمشي بها فهو لهذا لا يمشي وانما يزحف . يزحف على بطنه . وقامت أضلاعه مقام الأرجل وهي أضلاع عديدة قد تبلغ مافوق المائة وقد تبلغ المائتين وكل زوج منها موصول بفقرة ظهر.
والقفرات يربط احداهما بجارتها مفصل من ذلك النوع المعروف [ بالكرة وحقها ] لهذا كان جسم الثعبان أحق الاجسام بالتولي والتلفف والتحوي كما تلتف الجبال.
ويضم طرفي كل ضلعين متقابلين في بطن الثعبان عضلة تربطهما بصفيحة مستعرضة في البطن وعلى هذه الصفائح يكون الزحف وهي تبلغ المائة والمائتين.
والأضلاع تتحرك بعضلاتها الصفائح وهي على الأرض الخشنة إلى الوراء فتأبى تحركا لا ستمسكها بالأرض ، وعندئذ يندفع جسم الثعبان إلى أمام.
فإذا نحن قلنا ان الثعبان يمشي على أضلاعه فما أبعدنا. ولو أنك وضعت ثعبانا على سطح أملس من زجاج أو لدين من اللدائن [ بلاستيك ] وحاول المسكين الزحف ماحاول أبت عليه ملاسة أرضه هذه أن ينتقل خطوة.
زحف الثعبان
والثعبان يتحرك زحفا على الأرض وهو يلتوي إلى اليمين والشمال وله أكثر من لية في اكثر من اتجاهز
وهو يفعل هذا بأن يعمل بعضلات أضلاعه اليمنى مجتمعة فينحني الجسم يمينا ز ويعكس فينحني يسارا وهكذا هو يمشي مسرعا على الأرض ، وهو لا يتقوس فيرفع بعض طوله عن الأرض دون بعض ليسير.أما أنه ينط إلى فريسته انقذافا فخرافة معهودة.
والناس تبالغ في سرعة الثعبان فتقول انه يضارع الخيل سرعة في حين ن سرعته على مايظهر لا تزيد عن سبعة كيلومترات في الساعة أي نحو مترين في الثانية.كذلك هم يبالغون في طول الثعبان والصيادون أول المبالغين فيقولون أنهم وقعوا على ثعبا ن طوله 20مترا، في حين أن اطول ثعبان عرفناه لم يزد على 9 أمتار ولكي يوضع حد لهذه الدعاوي الزائفة عرضت جمعية الحيوان بنيويورك ملغا قدره 5000دولار لمن يأتها بثعبان جوله 9.5من الأمتار وللآن لم يأت بهذا الطول احد. والثعبان قد يسير على بطء في خط يكاد أن يكون مستقيما ولكنه لا يكون مستقيما حقا وقد وضعوا ثعبان في أنبوبة خشنة الباطن ولكن قطرها لم يزد على قطر جسم الثعبان إلا قليلا فما استطاع الثعبان الزحف فيها لا بد من التبختر تلويا فوق الأرض .
ويستثنى من ذلك بعض الثعابين الكبيرة كالبيثون والبوا وبعض الصغيرة الضاربة بفمها فهذه لهما أساليب في السير أخرى تجيز لها أحيانا أن تسير على استقامة.
ملاحظة:
بخصوص [عرضت جمعية الحيوان بنيويورك ملغا قدره 5000دولار لمن يأتها بثعبان جوله 9.5من الأمتار وللآن لم يأت بهذا الطول احد]
المصدر قديم فأرجو ان وجد أحد الأعضاء مقال حول أطول ثعبان وكان أكثر من 9.5متر أن لايستغرب الأمر لأن هذا مصدر قديم.

لسان الثعبان
وللثعبان لسان منشعب ، وهو يحركه كلما اهتاج ، أو إذا هو أمتحن وتفحص شيئاز والظاهر أنه يعتمد في الحس على هذا اللسان اعتمادا كبيرا . أما ماهو هذا الحس تمام فلا ندري ، ولعله حس يتصل بالشم.فالثعبان ما أسرع مايفرق بين البيضة الصالحة والبيضة الفاسدة وأغلب الظن أنه يفعل ذلك بلسانه.
  عيون الثعابين
وللثعابين عيون لا أجفان لها فهي لا تتغطى أبدا ولكن عليها غشاء شفاف يحميها ومن هذه العيون يلقي الثعبان إلى فريسته بتلك النظرات النافذة التي تنجمد لها الفريسة فلا تحاول الفرار.
هل للثعابين آذان
يغلب على الظن أن الثعابين تسمع ولكن بطريقة غير الطريقة المعهودة ، طريقة الآذان . فحيث موضوع الآذان من الثعبان لا يجد المشرح طلبلة للآذان والعظمة التي هي في العادة تنتقل ذبذبة الصوت من طيلة الآذان إلى الأذن الداخلية موجودة ولكنها ترتكز على العظمة التي تحمل الفك الأسفل فقد انقطع اذن مابينهما وبين المخ حيث تذهب الأصوات.
فالثعابين إذن ان كانت تسمع فأغلب الظن أنها تسمع عن ذبذبات للصوت تاتيها من الأرض.
الثعابين تبيض وقد تلد
ومن الثعابين مايبيض على الأرض ويترك بيضه . ومن الثعابين مايبيض ويحتضن بيضه، ففيه حس بالأمومة فالبيثون العظيم تبيض الأنثى منه أكثر من 100بيضة ثم هي تحوي جسمها حول البيض وفوقه لتدفئه ومن عجب أن هذا الجسم تزيد درجة حررته عند احتضان البيض فكأنما هو يدري مايصنع .
وبينما يبيض الثعبان البيثون ويحتفل هكذا ببيضه تستبقي أنثى البوا بيضها في جسمها.
هذا مع ان البيثون والبوا نوعان في الثعابين متشابهان.
وينتشأ الجنين في هذه الحالة تمام كما يفعل في البيضة المحتضنة فهو يأكل من صفارها فغذا أفرخ البض خرج المفقوس من جسمالبوا الأنثى فكأنما ولدته .
وثعالبين البحر يمتنع عليها بالطبع احتضان فهي تلد والثعبان الفرخ سواء خرج من بعد فقس في العراء أو ولادة يخرج على استعداد لممارسة الحياة ففيهالناب وفيه الضرب الخاطف . ان معركة الحياة لا تمهل.
سم الثعابين
والذي يقتل الإنسان من الثعبان سم يخرج من أسنان في فمه تحولت خلقا لتؤدي هذه الوظيفة فهي لم تعد كسائر الأسنان انها انياب في الفكوك العليا من الثعابين يجري فيها السم من غدة موضعها عند زاوية الحنك. وهذه الأنياب تكون دائما في مقدم الفم لتكون أقرب إلى الفريسة وموضع هذه الأسنان السامة قد يكون في مؤخر الفم وعندئذ يكون السم أفعل ولكن يكون نيل الفريسة بالسم أصعب إلا إذا هي دخلت سهلة غلى الفم وهذه الثعابين الأخيرة لا خطر منها على الإنسان لأن جسمه لا يدخل في فمها حتى يصل إلى هذه الأنياب .
ومن الثعابين التي ليس بفمها ناب للسم ماقد يوجد بريقه السم مخلوطا وهو يكفي لشل حركة الحشرات التي تعيش عليها هذه الثعابين وهذه الثعابين لا خطر منها على الإنسان كذلك.
ان الكثير من صنوف الثعابين لايضر بالإنسان ومن الثعابين الأليف المستأنس .
وثعبان يعرف يالثعبان الثور وقد يبغ طوله 9أقدام فهذا هو ثعبان السرك الذي يظهر به حاوي الثعابين. وهذا إذا أطعم كفاية من بيض ودجاج حي ، هنئ بالا وصار طوع صاحبه يفعل به شتى الألاعيب ولا يتأذى من ذلك.
بقيت طائفة الثعابين لا تقتل بالسم لأنه ليس بفمها ناب سام ولكنه تقتل بالضم وتلتف على الفريسة وقد تكون كبيرة وتشد لحمه وعظامها حتى يتحطم جسمها  ومن هذه الثعابين الثعبان البيثون والثعبان البوا وهذان ثعبانان كبيران ضخمان ذوا عضل في الجسم قوي.
سم الثعبان سائل أصفر
وسم الثعبان سائل أصفر وهو يدخل عبر الجلد إلى الأنسجة ومنها إلى الدم فينتشر في الجسم كله وينسب سمه إلى مواد بروتينية فيه، تفعل في الدم مباشرة فتتلف كراته الحمراء والبيضاء وتأبى عليه أن ينجمد لتلتئم الجراح وهي كذلك تصيب الجهاز العصبي فتصيب الضحية بالشلل وقد يترجع الفعل في الدم على الفعل في العصب أو هذا على ذاك وفقا لنوع الثعبان.
ومن العجيب أن فعل هذه السموم ليس واحدا فالسم في نوع ثعبان ما أفعل في نوع الضحية التي اختارتها له الطبيعة طعاما .
والثعابين محصنة فلا يفعل سم ثعبان في جسم ثعبان آخر
ترياق سم الثعابين
ولكل سم ترياق
والترياق في اللغة دواء يدفع السموم فإن كان له جمع فقد صح أن يمون تراييق أو يجمع جمع تأنيث فيكون ترياقات.
وهو بالافرنجية Antitoxin أي مضاد السم وإذن فهو ترياقه وقد سماه ابن البيطار انتيتقسين.
ولسموم الثعابين تراييق أو جواهر مضادة تعمل في أجيام الضحايا من حيوان وإنسان بحيث تفسد عمل السموم وإذن هي تفي منها.
تحضير سم الثعبان وتحضير الترياق منه
ويستحضر ترياق رأس الثعبان من سم الثعبان نفسه.
فبعد أن يربط رأس الثعبان في عصاويفتح فكاه يفرغ سمه في الكأس اذ ينصب من الغدة التي في فمه عن طريق الناب الذي في فكه الأعلى .ثم يعالج هذا السم بعد ذلك بما يخفف من وطأته ثم يحقن منه في أجسام الخيل.
والذي يحدث في أجسام الخيل هو مايحدث دائما عندما تدخل مادة غريبة ضارة في جسم حيوان يقوم الجسم لساعته بصنع ترياق يقي من هذه المادة الضارة ، من هذا السم.
بعد ذلك يؤخذ بعض دم هذا الحصان ومن هذا الدم يحضر المصل الواقي ، الترياق ن الذي يحقن به الرجل الذي أصابه هذا الثعبان بنابه فينفي عنه سوء السم الذي دخل إلى جسمه.
الجسم يقوم بتركيب ترياق ليس له به علم سابق
والنقطة الهامة في هذه الكلمة ليست هي التي تتحدث في السم ولا هي التي تتحدث عن الترياق ولكن خطر هذه الكلمة هو فيما قام به الجسم جسم هذا الحصان او غيره من حيوان أو إنسان [ وهو الجسم الذي لا يعقل ] بتركيب مركب كيماوي [ الترياق] لم يكن له به ولا بتركيبته علم من قبل ولا هو يستطيع عمله أو وعي عمله هدفه أن ينفي أثر مركب كيماوي آخر [ السم ] لم يكن له به ولا بتركيبته علم من قبل ويختلف الترياق باختلاف السم ومع هذا يستجيب الجسم لكل اختلاف.
من كل بكتير سم ، ولكل سم بكتير ترياق
وكسموم الثعابين سموم الصنوف العديدة من البكتير التي تصنع في أجيام الناس الأمراض.البكتير يصنع في الأجسام السموم والجسم يصنع لها الترياق المناسب لكل سم على حدة. ويعجز هذا الترياق الذي يصنعه الجسم عن الصمود أمام المكروب الغازي فيعينه العلماء بالأمصال وهي ترياقات صنعتها أجسام حية أخرى.
المصل غير اللقاح
والمصل غير اللقاح فالمصل للعلاج وقد وقعت الواقعة وقد أصاب الرجل سم الافعى أو سموم بدخول المكروب إلى جسمه يصنع السموم.
واللقاح هو المكروب نفسه قتلوه أو ذهبوا بعنقه وشرته وهو عموما للوقاية قبل أن يصايب المريض بالداء.





































































0 التعليقات:

إرسال تعليق